المشاركات : 146عدد النقاط : 392 بطاقة الشخصية مواضيعي:
موضوع: لماذا تنزعج من القران الكريم ولا تنزعج من الغناء الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 10:11 am
لماذا ننزعج من القرآن ولا ننزعج من الغناء ؟
[center]هذا سؤال محير ، وظاهرة تحتاج إلى تدبر ،لكي نقف على الأسباب الداعية لذلك ، فهي حقيقة ما ينبغي أن نخفيها أو نرددها ، فواقع الناس طافح بذلك الأمر – أليس كذلك؟!!. والناس في أحوالهم العادية قد اعتادوا على الاستماع للقرآن مع بداية يومهم ، فهذا صاحب المحل ، وهذا صاحب المقهى ، وهذه عيادة الدكتور ، بل نجد أن التلفاز إذا ابتدأ البرامج لا يبدؤها إلا بالقران ، ولا ينهيها إلا بالقران ، حتى سائق السيارة سواء الخاصة أو العامة إن كان لديه الكاسيت في سيارته إن بدأ يبدأ بالقرآن ثم يحول المؤشر بعد ذلك إلى الغناء . هل فكرت ، هل سالت ما سبب تحول الناس عن القران إلى الغناء ؟، أهو المرض في حواسهم ؟، أهو لعدم استطابة الإنسان للطيب ، كحال المريض عندما يتذوق العسل يراه مراً ؛ لفساد الحواس لديه بسبب مرضه ؟. هل فكرت ما نفعله عند نزول الكارثة أو النازلة ، أو أذا حل الموت بأحد أقاربنا ، فما هو تصرف الناس عند ذلك ؟. ألا تراهم يهرعون لقراءة القران ، ويسألون بلهفة وشفقة : هل قراءة القران على الميت تنفعه ؟، وهل يصل ثوابها إليه ؟. وما وجدناهم يسألون عن الغناء ، بأن الميت كان محباً لأغنية كذا ، وأنه كان كثيراً ما يرددها عن ظهر قلب ، أو أنه كان محبا لهذا المطرب ، أو هذا الممثل ، أو لتلك المغنية ، ما سمعناهم يقولون ذلك !!. لحظة تأمل وتفكر وروية ، نقول : ما السبب أنهم يهرعون في تلك اللحظات للقرآن ، ولا يفكرون تماماً في الغناء ؟!. فلمن يهرعون عند النازلة ...... إلى الله وحده ، أليس كذلك ؟. وهذا حال وصفه لنا ربنا تبارك وتعالى : ﴿ هُوَالَّذِي يُسَيِّرُكُم ْفِي الْبَرِّوَالْبَحْرِحَتَّى إِذَاكُنتُم ْفِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍطَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْبِهَاجَاءْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْأَنَّهُم ْأُحِيطَبِهِم ْدَعَوُاْ اللّه مُخْلِصِين َلَهُ الدِّين َلَئِنْأَنجَيْتَنَامِنْ هـذِهِ لَنَكُونَن ِّمِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [يونس :22]. ولكن الإنسان يوصف بالبغي والطغيان، فإذا نجاهم الله تعالى ، عل تراهم يوفون بما عاهدوا الله عليه ؟!. لا والله لكنهم عادوا إلى سيرتهم الأولى . ﴿فَلَمَّاأَنجَاهُمْ إِذَاهُمْيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ [يونس :23]. انظر إلى حال الإنسان إذا أصيب بمكروه!!. ﴿وَإِذَامَسَّ الإِنسَانَ الضُّرّ ُدَعَانَالِجَنبِهِ أَوْقَاعِدًاأَوْقَآئِمًا﴾ [يونس :12]. لا يفتر الليل والنهار عن دعاء ربه ، ويأخذ على نفسه المواثيق الغليظة والعود أنه لو كتب له النجاة من هذا الكرب ، وكشف عنه الغمة ليكونن من حاله كذا وكذا !. ولكن أتراه يصدق ؟!. ﴿قَآئِمًافَلَمَّاكَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُم َرَّكَأَن لَّمْيَدْعُنَاإِلَىضُرٍّمَّسَّهُكَذَلِكَزُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَمَاكَانُواْيَعْمَلُونَ﴾ [يونس :12]. عجيب أمر هذا الإنسان !!. ﴿وَإِذَاأَذَقْنَاالنَّاسَ رَحْمَةًمِّنبَ عْدِضَرَّاءمَسَّتْهُ مْإِذَالَهُم مَّكْرٌفِي آيَاتِنَاقُلِا للّهُأَسْرَعُمَكْرًاإِنَّ رُسُلَنَايَكْتُبُونَ مَاتَمْكُرُونَ﴾ [يونس :21]. ﴿ كَلَّ اإِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى (6)أَنرَّآهُاسْتَغْنَى﴾[ العلق : 6 ، 7]. فنقول لك : احذر أيها الإنسان ولا تغتر بحل الله عليك . ﴿إِنَّ إِلَى رَبِّك َالرُّجْعَى﴾ [ العلق : 8]. ونقول لك أيها الإنسان : ﴿إِنَّمَابَغْيُكُم عَلَى أَنفُسِكُم﴾[ يونس : 23]. فنقول لهؤلاء : هل فكرت ، وهل سألت نفسك : أنت تحولت من حال إلى حال ، كيف كان الابتداء ، ثم كيف كان الانتهاء ؟ هل عندما تدير هذا المؤشر ، أنت تحولت من طيب إلى خبيث أم من خبيث إلى طيب ؟ قد نقول كما يقولون : (( ساعة ساعة)). قلنا لك صدقت فيما قلت : ((ساعة لربك وساعة لقلبك)). ولكن هل تظن أن الساعة التي تكون لقلبك يكون مسموحاً لك فيها أن تخرج عن أن تكون عبداً لله تعالى ؟ أأنت أجير عند الله ، وانتهت ساعات الأجازة ، فلك أن تتصرف في وقتك بعد ذلك كما ترى دون تدخل من الله ؟ أم أن الساعة التي لقلبك هي لمعاشك بما لا تخرج عن أطار العبودية ؟ أيها المسلم الحبيب: أتظن أن هناك بعض الفترات الزمنية التي يسمح لك فيها أن لا تكون فيها عبداً لله تعالى ، فلا تُأمر فيها ولا تُنهى ، ولكن لك مطلق الحرية أ تتصرف في هذا الوقت وتلك الفترة الزمنية بما تريد وبما تشتهي ، والله تعالى ليس له سلطان علينا في هذه الفترات ؟. أهذا ظنك بربك ؟!. أيها المسلم الحبيب: أي الرجلين أنت عندما تستمع للقرآن ؟. فإما أن تكون من عباد الله الصالحين . أو كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ؟!. فما هو حال عباد الله الصالحين عندما يستمعون الى القران ؟. ﴿إِذَاتُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنخَرُّواسُجَّدًاوَبُكِيًّا ﴾ [مريم:58].