المشاركات : 146عدد النقاط : 392 بطاقة الشخصية مواضيعي:
موضوع: مقياس صلاح العبد !! الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:56 am
بسم الله الرحمن الرحيم
في وقتنا الحالي , وخاصة في الوقت الذي يسأل فيه عن حال الشخص إذا اراد ان يخطب مثلا يقوم أهل العروس سواء اباها أم اخاها أم عمها أم خالها بالسؤال عن الشاب الذي يريد الزواج من الفتاة وكذلك ابالنسبة لأهل العريس . حتى اصبح السؤال الدارج عن صلاح العبد والامة (( هل ت\يصلي ؟؟ : نعم . الحمد لله إنه\ا ملتزم\ة )) هل يكفي في التعرف على صلاح ذلك الشاب أو الشابة السؤال هل هو أم هي ت\يصلي أم لا .
للأسف صار مقياس صلاح الشاب\ة على العموم بالتزامهم في الصلاة . نعلم أن الصلاة ركن من أركان الاسلام ولكن وحدها لاتكفي في قياس الصلاح . فنحن نعلم أن الكثير من شباب هذه الايام يصلي والحمد لله ولكن هناك الكثيبر من الاشياء لا يعرفونها واليكم التفصيل .
في منهجنا الاسلامي يتم بناء الشخصية الايمانية كالآتي :
1- البناء العقائدي : بحيث يتم تعليم المسلم الاساسيات في عقيدة أهل السنة والجماعة , من خلال جلسات العلماء الموثوقين , وعرض الاسئلة المهمة في حياة المسلم وقمت بارفاق هذه الاسئلة في موضوع . مثل : أين الله , هل يجوز الدعاء والاستعانة بغير الله , عقيدة الولاء والبراء , ومن شأن العقيدة بناء شخصية صلبة للمسلم تثبته على دينيه وتحول دون انحرافه عن منهج الله سبحانه وتعالى .
2- تزكية النفوس : وذلك بالعلم النافع والعمل الصالح : مثل تعلم القرآن وحفظه وتفسيره وتجويده (( ونحن بحاجة ماسة الى ذلك ولكن نجد محاولات لمنع ذلك في وقتنا الحالي )) , والحاجة لتزكية النفوس مهمة لانها تصلق شخصية المسلم بعد أخذه للعقيدة التي تقوي القلب وتصلبه فتقوم التزيكة بالتليين بعد التثبيت على العقيدة الصحيحة.
3-العلم الشرعي : وهو آخر مراحل بناء شخصية المسلم : فبعد أن تصلب المسلم في العقيدة وتزكى بالعلوم المختلفة , اصبح جاهزا لان يقابل الاحكام الشرعية وتلقيها بقلب واثق , ومنها احكام الصلاة والطهارة والوضوء والحج والزكاة والميراث ...... الخ من بحر الاحكام .
وكان هذه منهاج البناء في زمن رسول الله . فقد مكث في مكة 13 سنة يعلم المسلمين احكام دينهم . ولهذا كان للبناء العقائدي الحصن الاول في بناء المسلم فبعد أن تم بناء شخصية المسلمين في العقيدة 13 سنة كانو مستعدين لتقبل الاحكام الشرعية وقد كانوا قد خزنوا الخمر لمدة 13 سنة ثم بعد ذلك عندما هاجر الرسول الى المدنية قاموا بدلق الخمر في الشوارع التزاما لامر رسول الله . فكان مدة بناء العقيدة 13 اكبر من مدة بناء الشخصية وتعلمها الاحكام الشرعية 10 سنين في المدينة .
ولكن في وقتنا الحاضر , نم بناء شخصية المسلم في عكس طريقة البناء أيام رسول الله . فاصبح تعلم المسلم يبدأ من احكام الاسلام (( حلال وحرام )) وتم تجاهل العقيدة , الا باشياء بسيطة . ونجد أن بعض الاشخاص يعملون على وقف الخطوتين الاولى والثانية .
فالاولى : بأهمال ذكر العقدية بشكل كافي في المناهج . والثانية : بإهمال ومنع دورات التحفيظ (( بغض النظر من أجل اسباب نحن نعرفها )) .
فتم منع المحضارات التي تبث في شبابنا روح العقيدة وتنشئهم تنشئة صالحة من الجانب الصهيوني , واصبحت الخطب مسيسة ومحددة يكفي فيها ذكر المواعظ فقط . وأنا لا أتكلم عن فلسطين فقط بل عن كل البلاد العربية . فنحن نعلم أن جيل القرآن هو الجيل الحافظ لكتاب الله الملتزم بعقيدته المتمسك بها ولهذا كان هذا الجيل الاقوى من كل الاجيال الاخرى .
فاصبح اكثر مناوشاتنا هذه الايام على الاحكام الشرعية حلال وحرام ولحية وايقاع وبنطلون ... الخ ونسينا العقيدة .
اسف لهذا الشرح الطويل ولكن نعود لأصل الموضوع . هل الصلاة مقياس صلاح العبد وحده ؟؟. فبعد هذا الشرح إسالوا الكثير من الشباب والشابات الذين يصلوا أسئلة عقائدية لا يستطيعون الاجابة عنها .
مثل : أين الله ....الخ من أسئلة العقيدة .
وللاسف فإن البناء العقائدي ضعيف فلذلك نجد معظم الشباب الذين يصلون يسمعون الاغاني . فلو كان بناءهم بناء عقائدي ثم تزكية ثم احكام لوقف البناء العقائدي ضد الاغاني والاهواء والمعازف والمنكرات .
فالواقع يخبرنا بأن مناهج المدارس والجامعات لا يركز على البناء العقائدي بالشكل المطلوب الذي يوفر الدرع الواقي لاخواننا واخواتنا . فلا يتحدثون عن أهم جواهر المؤمن وهي (( الايمان , التقوى , اليقين , الاحسان , البر )) .
هذه الفكرة تمت مناقشتها مع العديد من الاخوة وقمت بتلخيصها لكم أرجوا أن تكونو قد انتفعتم بها .